الشباب السعودي:لماذا يهرب من المنزل

يبدو أن العلاقة التي تربط معظم الشبان السعوديون بمنازلهم، علاقة من طرف واحد، إذ ينحصر دور المنزل في كونه مكاناً للنوم فقط. ولهذا تكون العلاقة مع الأهل متوترة بسبب عدم مكوث أبنائهم في البيت. فبدلاً من أن يخصص الشاب جزءاً من وقته للجلوس مع أسرته، يشاركهم الحديث والطعام والفرح والأحزان، ويكون عنصراً فاعلاً في الأسرة، نجده وهب جل وقته لأصدقائه.

الشاب يبدأ يومه بعد الاستيقاظ المتأخر، بالاتصال بأصدقائه الشباب لتحديد موعد لتناول الفطور في منزله أو في منزل أحدهم. وما أن ينتهوا حتى يبدأوا الحديث عن مشكلاتهم لينتقلوا بعدها الى البحث عن التسلية سواء عبر التسكع في الشوارع أو الذهاب الى منزل احدهم.

تحديات اللعبة الالكترونية الأولى «البلاي ستيشن» تستحوذ على نصيب الأسد من أوقات الشبان السعوديين، إلى جانب التوجه إلى استراحات مستأجرة في «القطة» المشتركة حيث يقضون نهارهم بكامله بعيداً من البيت والأهل. وعندما يراودهم النعاس مساءً، يتذكرون المنزل وأهميته، وقد ينام عدد منهم في «الاستراحة».

يرجع الطالب الجامعي محمد (21 عاماً) قضاءه معظم وقته خارج منزله إلى الروتين الممل الذي تنتهجه أسرته: «تعودت على كل شيء يصير في بيتنا، واللي يصير اليوم يصير بكرا، وبرا مع الشباب أكون مبسوط».

ويوافق محمد الطالب في معهد الإدارة العامة قول عبدالعزيز (22 عاماً): «اشعر بأنّ الوقت لا يمر في البيت وأتضايق من مكوثي فيه، ولا ارتاح إلا إذا اتصلت بأصدقائي وذهبنا إلى أي مقهى أو استراحة». وإن كان كل من محمد وعبدالعزيز يجدان الراحة عند خروجهما من المنزل، فإن فهد (20 عاماً) يشاطرهما الرأي لكن على طريقته الخاصة: «لا أجلس مع أهلي الا لتناول وجبة واحدة في بعض الأحيان، أو عندما أطلب من والدي مصروفي، فيما أمضي كل وقتي في غرفتي على الإنترنت».

ويرى الموظف عبد الله أن مشاركة رفاقه الأفكار والتوجهات تجعله يمضي وقتاً طويلاً معهم، لكنه لا ينسى حق أسرته عليه: «أخرج مع رفاقي ونمضي أوقاتاً طويلة معاً، لكن أحاول قدر الإمكان أن أقضي مع أهلي بعض الوقت».

فهد المتزوج منذ عامين يمضي معظم وقته مع أصدقائه، على رغم أنه متزوج. الا أن زواجه دفعه الى تقليل مدة مكوثه مع رفاقه. يقول:» «أطلع مع الشباب دائماً، وبعدما تزوجت خففت من طلعاتي، بس ما اقدر أترك جلسات أيام العزوبية».

ويؤكد سلمان وهو أب لسبعة أبناء أن انشغال الوالدين عن الابن يبني حواجز بينهم وبينه، تتطور تدريجاً مع مرور الوقت حتى يجد الابن راحته وسعادته خارج المنزل وبين الأصدقاء.



أخوكم في الله

الزعيم

النمر كتب:

و الله انك صادق اله يصلحهم

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآميـــــــــــــــــــــــن